هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موضوع ساخن جدا: كتب الفقر والفقراء بالمغرب : مظاهر من الحيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 136
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 28/09/2007

موضوع ساخن جدا: كتب الفقر والفقراء بالمغرب : مظاهر من الحيا Empty
مُساهمةموضوع: موضوع ساخن جدا: كتب الفقر والفقراء بالمغرب : مظاهر من الحيا   موضوع ساخن جدا: كتب الفقر والفقراء بالمغرب : مظاهر من الحيا Icon_minitime14.11.09 20:03

--------------------------------------------------------------------------------

الفقر والفقراء في مغرب القرنين 16 و 17ميلادي هو أطروحة جامعية للأستاذ محمد استيتو (أستاذ التعليم العالي/ جامعة محمد الأول، كلية الآداب، وجدة• تخصص تاريخ) نال بها دكتوراه الدولة في التاريخ الحديث سنة 2002 • في الحلقات التي تنشرها الاتحاد الاشتراكي ابتداء من اليوم ، يصنف الاستاذ محمد استيتو الفقراء في مغرب تلك الفترة الى : المعسرون والمفلسون ( المطلقات ـ المعوقون ـ الأرامل والأيتام ـ المفلسون ) والمهمشـــون ( السُّؤّال والخاملون ـ العرافون والسحرة والمحتالون ـ الكنزيون والكيميائيون ـ أهل التسليات وأهل المتع ـ السراق وقطاع الطرق) و فقراء بالتطوع • الأستاذ ستيتو حاصل على إجازة في التاريخ: كلية الآداب، ظهر المهراز، فاس، يونيه 1980 •(موضوع البحث: الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى تصريح بلفور عام 1917 ) و دبلوم الدراسات الجامعية العليا في التاريخ: كلية الآداب، ظهر المهراز، فاس، يونيه 1985 • موضوع البحث( السياسة الفلاحية للاستعمار الفرنسي بالمغرب (1956-1912) و دبلوم الدراسات العليا في التاريخ: كلية الآداب، ظهر المهراز، فاس، 12 شتنبر 1988 • موضوع الرسالة ( الكوارث الطبيعية في تاريخ مغرب القرن السادس عشر ) • و دكتوراه الدولة في التاريخ: كلية الآداب، وجدة 2002 • موضوع الأطروحة (الفقر والفقراء في مغرب القرنين 16 و17م•) وله عدة كتب منشورة ومقالات وقراءات من بينها: - الكوارث الطبيعية في تاريخ مغرب القرن 16م• - الماء والحرب في تاريخ المغرب: أية علاقة؟• - الأزمة الديمغرافية في تاريخ المغرب الحديث - مساهمات في التعريف بالهجرة المغاربية عبر التاريخ: نماذج من الهجرة نحو أوروبا • ( بمعية ذ• عبد الإله بنمليح وحميد عرايشي)، - أهل فاس بعيون أندلسية• أعمال ندوة: فاس والأندلس• تُعتبر معلوماتنا عن الحياة اليومية العادية للفقراء عامة، ويُهم معظمُها فئات محدودة كالفقهاء والمتصوفة وأتباع الطرق والمجاذيب والبهاليل والملامتية وأمثالهم ممّن خصَّتهم كتب التراجم بنوع من العناية والاهتمام• أما المعلومات عن عموم الفقراء فنادرة للغاية وغالبها إشارات عارضة تتعلق بحالات، يُجهل أصحابها، ورَدت في سياق الحديث عن فئات اجتماعية أخرى• وتُعزى قلة المعلومات عن هؤلاء، على ما يبدو، إلى أن حياتهم الرتيبة لم تُثر فضول أصحاب القلم، ولأن مجموعات الفقراء نفسها لم تكن مؤهَّلة للإفصاح عن رأيها والتعبير عن أوضاعها على يد المُتعلمين منها، لأن الظروف الموضوعية لم تكن مُهيأة لذلك، ولأنه لم تكن هناك "ضرورة" أو "حاجة" تستدعي وضع تآليف بخصوص تلك القاعدة الواسعة لعامة المجتمع، التي يُشكل فيها الفقراء والمساكين والمعوزون والمشردون والمتسكعون والمهمشون عامة العامة، وهذا على عكس الفئات الاجتماعية الأخرى التي حظيت بعناية المؤرخين وغيرهم• فهل تسمح الإشارات القليلة المتوفرة بإعطاء فكرة ولو مقتضبة عن مظاهر من الحياة اليومية للفقراء في الظروف العادية؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه من خلال الاستعانة بالبحث في مظاهر الحياة الاجتماعية للعامة ككل، لأن الفقراء إنما يمثلون في الواقع السواد الأعظم لهذه الشريحة الواسعة وعامتها، ويُعتبرون امتدادا طبيعيا لها• لكل هذا إذن، لا غرابة إذا لاحظنا أن فقراء كثيرين، من الصوفية والطرقية على الأقل، كانوا ضعاف الحال، وأن أسماءهم مقرونة بحرفهم وصنائعهم، كعبد العزيز التّبّاع الحرّار، وأحمد الحدّاد، وموسى العطّار، وعبد الله الجزّار، من أصحاب أحمد الشاوي، ومسعود الشّرّاط، وعبد الله اللبّا، والحاج غازي الدّبّاغ (المعروف أيضا بعزيزي القنيت)، وصفية لبّادة (ت• 1199/1784-85)، وعبد السلام السمّار، والجيلالي الطَّرّاف (ت• 1271/1854-55)، ومحمد بن عمرو البرادعي (ت• 1273/1856-57)، وأحمد الفرّان••• واللافت للانتباه أن فقراء كثيرين من بين هؤلاء تخلوا عن حرفهم أو صنائعهم في مراحل ما من حياتهم ولاسيما في مراحل تحوّلهم إلى الصوفية وما شابه ذلك• وعلى أي فإن تصوُّر بعض أولياء الأمر من الفقراء، لتخفيف المعاناة عنهم بتوجيه الأبناء لاحتراف صنعة ما، كان يتعارض، في بعض الحالات، مع طُموح الأبناء، لاسيما إذا كانوا في مرحلة ما من النضج العقلي أو الجسدي، حيث نجد المكفولين يتولَّون بأنفسهم رسم مسار حياتهم وتكوين شخصيتهم المستقلة، كما في أنموذج أبي العباس السبتي، الذي نقدمه على سبيل الاستئناس، بالرغم من أنه سابق كثيرا عن الفترة• فعندما مات والدُه كان أبو العبّاس ابن عشر سنين، "وكانوا فقراء لا مال لهم وكانت والدتُه كيِّسة… وأرادت أن تعلمه الصناعة ليستعين بذلك وما يعود به من نفع تعليم الصنعة… فحمَلته إلى معلم الحياكة ليتعلم، فلما ذهبت فرّ عنهم فألهمه الله تعالى أن أتى إلى مكتب أبي عبد الله بن الفخار… فدخل عليه وكان مُتقنا في القراءة والفقه والعربية وفنون من الأدب وتقى ووَرع زائد… فقال له: يا سيدي أردت أن تعلمني لله وأنا يتيم• فنظر إليه فألقى الله محبّته في قلبه• فقال له: على بركة الله يا بُني، مرحبا بك وسهلا، ثم أجْلسَه مع الصبيان… ثم إن والدته افتقدته عند معلم الحياكة، فقال لها: إن ولدك لم يجلس عندنا بل في الحين خرج عنّا وتبعه بعض المتعلمين حتى دخل على ابن الفخار في مكتبه• فذهبَت تسأل حتى وجدته عند أبي عبد الله يقرأ مع الصبيان… فتكلمَت للشيخ، فقالت: يا سيدي هذا ولدي وهو يتيم ونحن فقراء ولا مال لنا وأردت أن أعلمه الصنعة• فقال لها: يا أمَة الله، بكم تكريه في الشهر؟ قالت: بعشرة دراهم• قال: دعيه لي وأنا أعطيك في الشهر عشرين درهما فإني رأيتُه تقيا… قالت: يا سيدي، أوَ تُوفِي لي لذلك؟… فأدْخل يده في جيْبه وعدّ لها عشرين درهما، وقال لها: هكذا أفعل معك إن شاء الله في كل شهر• فتركتْه له•" نخلص من هذا إلى أن الأبناء أنفسهم كانوا، أحيانا، على وعي بقيمة العلم وهُم لا يزالون بعد في مقتبل العمر، تماما كما كان محبّبا ومفضّلا لدى أولياء الأمور، إلا أن الظروف الصعبة والتكاليف كانت تحُول دُون ما تشتهيه الأنفس، في أحوال كثيرة، إنما ليس بالضرورة في كل الأحوال، لأن هناك من واجه أحلك الظروف وأقساها وصبر، كالأرملة فاطمة الشقوري، التي قاومت بكل ما أوتيت من قوّة في سبيل تعليم ابنيْها، بالرغم من فقرها الشديد• فعندما توفي عنها زوْجها ترك لها ولديْن أحدهما في سن السابعة والثاني في الرابعة من العمر وأخت لهما بنت عاميْن فقط، وكان الزمان إذ ذاك شديد الأهوال والشرور والغلاء، ومع ذلك استطاعت، من غزل الصوف وبيعها، أن توفر لنفسها ولأولادها قوت يومهم، ولمعلم ولديها أجْرته••• ومن شدة حرص الأولياء على تلقين الصبيان العلم وأخذ نصيب منه لبلوغ الغايات، كان كثيرون منهم يتشدّدون في منع الأطفال من اللعب حتى لا يلهيهم ذلك عن التعلم، أو يعتمدون طرقا يُعتقد أنها تشرح الصدور وتفتح الأذهان وتساعد على الحفظ بكتابة آيات من القرآن على أكُفِّ الصبيان، أو زيارة الصالحين وخدمة الأشياخ••• وكانت للحاج محمد الهادي العراقي (ت• ق• 8/14) بمقبرة مطرح الجنة (أو الجلة) بفاس "مقبرية فيها ثقب يجعل الناس فيه الماء ليشربه الصبيان للحفظ•" كما كانت هناك "أسباب" واعتقادات أخرى• وتتحدث بعض الكتب عن عدد من الثمار والأعشاب النافعة لضعف الذاكرة والنسيان، بالنسبة للصبيان خاصة، مثل ثمر بلاذر وعروق زنجبيل، أو تزيد في الحفظ والفهم، مثل الخردل إذا وضع على الرأس المحلوق بالموسى• كانت هذه إذن جملة من الأنماط، التي كانت متبعة لاسيما في أوساط الفقراء، بخصوص رعاية الأطفال وتربيتهم، ومعاناة الأولياء من أجل تأهيلهم وتعليمهم أعمالا، وتكوينهم ليكتسبوا مهارات، بقصد أن تضيق من دائرة فقرهم، أو تجعلهم يحافظون على الأقل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتوارث أو المكتسب• وقد أردنا أن تشمل هذه النماذج عصورا وأجيالا مختلفة في الزمان وحتى في المكان، لنؤكد بذلك أن الفقراء، وإن كان معظمهم يتوارث فقره وأنماط ووسائل العيش ذاتها، ويعيش بعقلية أسلافه الأحوال المادية والاقتصادية والاجتماعية نفسها، نتيجة للفقر والجهل والظروف الصعبة، إلا أن الهواجس التي كانت تشغل بال معظم الفقراء، على ما يبدو، في ما يتعلق بمصير الأبناء، كانت بالرغم من ذلك تقريبا واحدة أو متشابهة، وأن مسألة تحقيق الغايات والآمال كانت تحتاج إلى وعي وصبر وتضحية من قبل أولياء الأمر أوّلا ثم من قبل أبنائهم، وهذا ما لمسناه في هذه الأمثلة، التي نجد ما يماثلها حتى في وقتنا الحاضر• واللافت للانتباه في هذه الأمثلة أنها تتعلق بدرجة أولى بالذكور، فماذا عن البنات؟ التعجيل بزواج البنات يرِد في شهادات عديدة، بشأن أهل البوادي خاصة، أن فتيات فقيرات كثيرات، كاليتيمات والربيبات، كن يتولّيْن منذ صغرهن القيام بالأشغال المختلفة من طحن وحمل للماء، وغزل ونسج، واحتطاب واحتشاش للماشية وسقيها… إما جرْيا على العادة، "كصُنع نساء البادية في سائر الخدمة"، أو مُرغَمات على ذلك ومتحمّلات ما فوق طاقتهن، حتى إن منهن من لم يتورّعن عن مطالبة أوليائهن بأجور عن أيام تلك الخدمة، كما جاء في بعض "أجوبة أبي سليمان سيدي داود بن محمد التملي" (ت•899/1503)، أو في غيرها• أما اللائي تم احتضانهن للخدمة أصلا فتلك وضعية أخرى، ومنها هذه الحالة التي وردت في سؤال "عن رجُل كانت عنده ابنة أخيه مدة طويلة من صغرها إلى كبرها وجعلها بين عياله شفقة من والدها لأنه قليل ذات اليد وكان يعطي والدها المذكور من غير حساب حتى صارت عنده وأشهد أنه فات عنده أكثر من ذلك من غير تعيين قرّره وماتت البنت هل لورثتها القيام بأجرها•"؟ فهل تكون التعاسة، من شدة الفقر مع كثرة الخدمة، هي ما كان يجعل، أحيانا، قرويات وبدويات يمتنعن عن مرافقة أزواجهن إلى سكنى البادية، إذا أسعفهن الحظ بالزواج من ساكني المدن، لقلة الخدمة فيها، كما تؤكد ذلك مسألة "رجُل تزوج امرأة بالبادية فدخل بها بمراكش ثم أراد الرجوع لموضع تحرُّفه وتمعُّشه فأبَت من الرجوع إلى ذلك•؟ وهل تكون الخدمة والفقر وسوء المعاملة دوافع حقيقية لفرار بنات من بيوت آبائهن أو أوليائهن واللوْذ بأجانب للخلاص من وضعيتهن، أو لطلب بكر يتيمة صغيرة التزويج وادعائها البلوغ لتحقيق هذه الأمنية؟••• كيفما كان الحال، فإن حثّ الإناث على الخدمة لا يخلو من أن يكون من باب تعليمهن ما يؤهلهن للقيام بدوْرهن في بيوتهن بعد الزواج، وفي الوقت نفسه تمكين الأسْرة من موارد إضافية، لذلك إذن لم تحظ الإناث بالعناية ذاتها كالذكور، لأن العقلية السائدة كانت تجعل المرأة في "مرتبة أدنى" من الرَّجل ووضعيتها غير مساوية لوضعيته، هذا ناهيك عن اختلال التوازن الاقتصادي بينهما والذي كان يتكرس باستمرار بفعل الاستحواذ على موارد النساء ووسائل عيشهن، واغتصاب حقوقهن من قبل أقربائهن والأجانب، كما أسلفنا، مما كان يجعل هؤلاء المتضررات مجردات من وسائل القوة والضغط، وذليلات مكسورات الجناح• والغريب أن من النساء أنفسهن كن مقتنعات بهذا الواقع، بل وكن يكرِّسْنه، بشكل أو بآخر، حتى من خلال ترويجهن للعديد من الأمثال الشعبية التي تصُبّ في ذلك الاتجاه، كهذا المثل الشعبي -المتواتر إلى اليوم بقبائل الشمال الغربي على الأقل- الذي يقول: "المْرَا ما هِي إلاّ عُشْبَةْ الذّلّ"• ومما كان يزيد من تعميق دونية المرأة، سيطرة الأفكار التي ترى أن النساء لسْن أكثر من وعاء للجنس والإثارة، حتى إن قوْما من طائفة العكاكزة كانوا "لا غيرة لهم على الحريم، ويقولون في ذلك: المرأة كالسجّادة صَلِّ عليها واعْطِ لأخيك• ويقولون أيضا: نحن نأكُل من حبّة ونَبيت في جُبّة ونشْرب من جعْبة•" وقد اعتبرهن الشيخ أحمد بن محمد اليصلْوتي (ت• 1021/1612-13) "كالعقارب كبارُهن وصغارُهن سواء في اللَّدْغ•" ونُسب للشيخ عبد الرحمان المجذوب قوله فيهن: القُوبعْ طـارتْ وتْعلاّتْ نزلَتْ على عـُودْ رَاشـي النّْسـاء قـاع ْ قَحْباتْ غِيرْ الِّي ما طافتْ عْلى شي لاَ تـامـنْ النّْســـا لُو كان سْبْحْتْها مْتافــي بعْدْ مـا تُّـــــوبا يْهْلكــْها التَّحْتـــاني وقد جعلت هذه النظرة السلبية إلى المرأة العديد من الفقهاء، كالفقيه أحمد أدفال (ت• 1023/1614-15)، يدعون إلى أن كل امرأة يخلو بها أجنبي "وجَب عليها الاستبراء لغلبة الفساد وكثيرا ما يقع هذا في البوادي•" ومنهم من كان يدعو إلى الاحتراز حتى من العجائز بمنع غير المأمونات منهن من الدخول على الحريم، وكذلك المنتقبات المجهولات•••
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موضوع ساخن جدا: كتب الفقر والفقراء بالمغرب : مظاهر من الحيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: .•:*¨`*:•. ][المنتديات العامة][.•:*¨`*:•. ::  ..:::الحوار العام:::..-
انتقل الى: